في المدرسة كما في الشارع أو في المراكز التجارية قد تلتقي بشباب في مثل سنك وتتحول علاقتك بهم بسرعة إلى صداقة، وقد يكون لهذه الصداقة ثمار جيدة وتستفيد من علاقتك بمن اخترت أن يكون أصدقاء، لكن قد يكون أيضاً من اخترتهم أصدقاء سوء يجرونك إلى متاعب ومشكلات أنت في غنى عنها، فكيف تنتقي أصدقاء يناسبونك في كل شيء؟.
تتسم شخصيات بعض المراهقين بالعنف، ولأن المراهق يحاول أن يستقل بنفسه ويثبت أنه أصبح كبيراً، نراه يذهب بمفرده إلى المراكز التجارية أو إلى السوق، وهناك يمكن أن يلتقي بأشخاص لا يعرف عنهم شيئاً، وقد يتحول اللقاء إلى تعارف ثم إلى صداقة.
ليست الخطورة عزيزي المراهق في التعرف على الناس، فالله حثنا في كتابه العزيز على التعارف، لكن على المرء أن يحسن الاختيار وألا يتسرع في اتخاذ هذا الإنسان أو ذلك صديقا له من دون أن يعرف عنه شيئا، فحتى زملاء المدرسة يمكن ألا يكونوا أصدقاء جيدين.
وبما أنك أيها الصديق ما زلت قليل الخبرة في الحياة فلا بد أن تعرف والديك على أي صديق جديد تختاره؛ فقد يكون لهما نظرة مختلفة في الحكم عليه، واعلم أننا في زمن تكثر فيه المخاطر، فالإنترنت بوابة مخيفة للالتقاء بأصدقاء السوء، كما أن الهاتف الجوال قد يجعلك تتعرف إلى أشخاص لا تعرف عنهم الكثير.
لذا لا تحاول يا عزيزي أن تتمرد على عالمك وترفض نصيحة والدك ووالدتك، واصغ إلى آرائهما فقد تجد عندها ما لم تفتح عيناك عليه، ولا بد أن تعرف أن خوف والديك عليك ومنعهما لك من مصاحبة هذا الصديق أو ذاك غالبا ما يأتي من حرصهما عليك وعلى حياتك.
ما وراء القناع
قد تبدو على بعض الشباب مظاهر مخادعة، فترى أحدهم ناضجاً ومهذباً فيجذبك إليه، وبعد مدة قد تكتشف أن تصرفات ذلك الشاب لم تكن إلا قناعاً يخفي وراءه شخصية معقدة، وقد يكون للشاب علاقات رديئة، أو قد يكون قد تعاطى التدخين فيضعك في جوه، وإذا وقعت في فخه يصبح الرجوع الى الوراء صعباً، فكم من مدخنين مدمنين بدؤوا سيجارتهم الأولى في المرحلة الثانوية من دراستهم؟.
من هنا كانت ضرورة أن تعرف والديك إلى أصدقائك الجدد؛ فهما سوف يسألان عنهم وعن أهليهم وعن ذويهم، واعلم يا صديقي أن المراهق مهما بلغ الحنكة والدهاء فسوف يكتشف أمره في لحظة ما أمام الكبار.
مواصفات الصديق الجيد:
إن كان هناك أصدقاء قد يشكلون خطراً على حياتك، فهناك أيضا اصدقاء مفيدون ويمكن أن نلجأ إليهم في ساعة الشدة، ويمكن أن تأنس إليهم وتستشيرهم إذا تعرضت لمشكلة ما.
والأصدقاء ليسوا جميعهم على درجة واحدة؛ فهم يختلفون في تصرفاتهم وأطباعهم وسلوكهم، فقد قيل إن الأصدقاء ثلاثة: واحد كالغذاء لا بد منه، والثاني كالدواء قد تحتاج إليه من وقت إلى آخر، والثالث كالداء لا تحتاج إليه قط. فإذا أردت أن تختار صديقا فابحث عن الصديق الصالح الذي لا يأمرك إلا بالخير، وأهم معيار في الصديق الجيد، هو الدين والتقوى والصلاح. وعندما تريد اختيار صديق جديد، يمكنك أن تلجأ إلى صديق عاقل يستطيع أن يساعدك في عملية الاختيار، فالأحمق والمغفل قد يجلب لك على العكس المتاعب والأضرار ولا يجعلك تميز بين النافع والضار.
إلى ذلك حاول أن تختار صديقاً حسن الخلق يعفو عن زلاتك ويملك نفسه عند الغضب، ولا يتلفظ بكلمات نابية ويكون شديد الانفعال.
وأخيراً اختر الصديق الذي يكون مجتهداً وذا همة عالية، لا يتحدث عن صغائر الأمور وأتفهها، ولا يقوم بتصرفات يحكم عليها الناس عادة بالسفاهة والانحراف، فمع مرور الزمن تتأثر سمعتك بسمعة الصديق الذي اخترته، ولا تنس أن المثل يقول: قل لي من تعاشر أقل لك من أنت.