أنواع الحياء
يقول العلماء: ان الحياء من الله له 6 أشكال (6أنواع):
وانني أدعوك وأهمس في أذنك.. قبل معرفة أنواع الحياء أن تراجع ما قرأته مراجعة سريعة حتى تتم الفائدة، ويتحقق المراد..
هيا ماذا تنتظر!!؟
النوع الأول: حياء الجناية:
ومعنى حياء الجناية: حياء من ارتكب مصيبة.
كحياء سيدنا آدم حينما أكل من الشجرة، فظل يجري هو وزوجته في الجنة، فقال الله تبارك وتعالى: الى أين يا آدم أفرارا مني؟ قال: لا يا ربي بل حياء منك.
هل حدث لك في يوم من الأيام أنك لم تستطع النوم حياء من الله لارتكابك معصية في حقه؟
أو أنك خرجت من بيتك مسرعا لتتصدق بـ 5 دنانير أو 10 دنانير .. حياء من الله ان عصيته؟!.
النوع الثاني: حياء التقصير
ومعنى حياء التقصير: حياء من لم يعبد الله حق عبادته..
ومن يستطيع أن يعبد الله حق عبادته!!؟.. لن تجد. ولذلك فكلنا مقصرون.
وهو كحياء الملائكة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أطّت السماء ، أي ازدحمت وثقلت، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع ثلاثة أضابع الا وملك ساجد، أو ملك راكع، أو ملك قائم لله عز وجل، حتى اذا قامت القيامة يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك" رواه الامام أحمد 5\173.
هل شعرت بهذا التقصير من قبل؟ نعم. فهل استحييت من الله:!؟. سبحان الله لن يتذوق هذا الكلام الا من مر به. فكلما زادت طاعتك لله زاد حياؤك منه. حقا ان حياء التقصير ليس له نهاية.
النوع الثالث: حياء استشعار نعم الله عليك
ويأتي هذا النوع من استشعارك من أن نعم الله عليك تغمرك غمرا، فلا تعرف كيف تشكره فتستحي منه.
كحياء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعوه ويقول:" لا أحصي ثناء عليك أنت كما أحصيت على نفسك". رواه الامام أحمد 6\58.
أما شعرت بهذا من قبل؟
فمن كثرة النعم التي أنعم الله عليك تستحي منه، فان شكرك بالنسبة للنعم قليل.
النوع الرابع: حياء العبودية
وهو حياء العبد الذي يسمع ويطيع لمولاه ولا يرفض له أمرا كحياء النبي صلى الله عليه وسلم حينما كانت القبلة لبيت المقدس، ولكن النبي يريد أن تكون القبلة الى الكعبة، فهل قال النبي صلى الله عليه وسلم: حوّل القبلة يا رب؟ لا والله.. انه حياء العبد.
يقول تعالى:{قد نرى تقلب وجهك في السماء} البقرة 44.
فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر الى السماء بعينيه ولا يتكلم حياء من الله حقا كان النبي أشد حياء من العذراء في خدرها.
ومن أعبد من رسول الله في الأرض يستحق حياء العبودية؟
النوع الخامس: حياء المحبة
ان هذا النوع لا يحتاج أن تقرأه؛ بل يحتاج أن تعيشه وتتذوقه.
فافتح لي قلبك.
فلحبك الشديد لله تستحي منه، فلربما بكت عيناك ولربما اضطرب قلبك، ولربما خشعت جوارحك.
فمن حياء النبي صلى الله عليه وسلم ولحبه الشديد لله يقول:" اللهم ارزقني حبّك وحبّ من أحبّك، وحبّ عمل يقرّبني الى حبّك". رواه الترمذي 3491.
اقرأ هذا النوع مرة أخرى.. ان لم تتذوق حلاوة الشعور، فاعلم أنك لن تشعر به الا اذا أحسسته.
وحاول وجرّب وأكثر من الطاعات ستجد حبّ الله في قلبك وحينها تستحي منه.. انه شعور لا يمكن وصفه.
النوع السادس: حياء اجلال لله عز وجل
وهو حياء ناتج عن اجلال الله الملك العظيم مالك الملك.
كحياء سيدنا جبريل عليه السلام في رحلة الاسراء والمعراج وهم في السماء السابعة، وسيدخل النبي صلى الله عليه وسلم الى سدرة المنتهى ومعه جبريل، وفجأة توقف جبريل يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" فالتفت الى جبريل، فاذا هو كالحلس البالي (قطعة القماش الممزقة)" من خشية الله، وحياء منه، فهو مستشعر اجلال الله.
سبحان الله:{ وما قدروا الله حق قدره} الأنعام 91.
حياء يجعلك تفكر ألف مرة عند المعصية.
فانك ستعصي الجليل...
وختاما {ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
بمراجعة سريعة على الأنواع الست:
حياء الجناية، حياء التقصير، حياء العبودية، حياء المحبة، حياء استشعار نعم الله عليك، حياء اجلال الله عز وجل.
اسمعك تقول: ليس هذا هو الترتيب الصحيح.. يا أخي الحبيب افهم.
ولا تحفظ.. الترتيب هنا ليس له أهمية، وحاول أن تشغل نفسك بالتطبيق لا بالترتيب.
فهل أحسست حينما عصيت الله بالحياء منه!؟
وهل أحسست حينما قصّرت في عبادة الله بالحياء منه!؟
وهل أحسست بأنك العبد الفقير الضعيف فاستحييت من الله!؟
وهل أحسست بحبك لله فاستحييت منه!؟
وهل أحسست بجلال الله وجبروته فاستحييت منه!؟
وهل أحسست بأن نعم الله تغمرك فاستحييت منه!؟
والآن.. يا بشراك.
يقول العلماء:" من استحى من الله بلغ مقام الأولياء".