عاجل جدّا.. إلى أخواتي المسلمات في رمضان
أختي المسلمة في كل مكان: السلام عليك ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنا وأنت وكل مسلمة على وجه البسيطة بخير.. وأسأل الله أن يبلغنا وإياكن رمضان وأن يتقبل منا فيه الطاعة ويعيننا فيه عليها.
هذه خواطر وأفكار أكتبها لك أخيتي عساك تجدين فيها ما ينفعك في هذا الشهر الكريم:
بداية عليك ياأختاه أن تستبشري بقدوم شهر رمضان، وأن تبدي السعادة بقدومه بشكل واضح، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بمقدمه، فلا مانع أن تتصلي بالأهل والجيران مهنئة لهم بدخول رمضان، ومذكرة لهم بما ينبغي أن يقمن به من حق الله فيه. والمقصد من وراء هذا التصرف هو غرس السعادة في نفوس وقلوب جيراننا وأهلينا حتى ينطبع في نفوسهم حب مواسم الخير، والإقبال على الواجبات الشرعية والسنن المرعية برضا ومحبة.
اغمري البيت بالسعادة انتظارًا لرمضان، واجعلي الأولاد يشعرون بقدوم ضيف عزيز، ومريهم أن ينظفوا الغرف تماما قبل الصيام حتى لا تعطلهم الأعمال عن العبادة، وأظهري التفاؤل والنشاط بقدوم هذا الشهر مهما كنت متعبة أو حتى مريضة؛ وحاذري من أن تتفوهي مثل الأخريات بأن هذا الشهر شهر شقاء وعناء بسبب الطبخ الكثير واليومي، وغسل الأواني وغيرها من الأعمال فإن ذلك ينطبع في قلوب الصغار ويلازمهم هذا الفهم بقية عمرهم.
شهر رمضان هو شهر الجود والكرم، والخير والبركة، فاغرسي في قلوب أبنائك حب هذه الأخلاق، بل أكثري من ترديدها عليهم حتى تملأ أسماعهم ثم قلوبهم، أكثري من وصف رمضان بأنه شهر الخير والعبادة ونزل فيه القرآن وهو شهر الاستغفار والصدقات والزكوات، وإكرام الله تعالى للعباد وجوده عليهم فيه، فلابد من التخلق بهذا وأن يسأل الأغنياء عن أحوال الفقراء ويكرموهم، واجعلي كل ابن وبنت يستخرج من حصالته أو ماله الخاص عطايا يتصدق بها على الفقراء والمحتاجين، ويفرغ دولابه وينتقي الملابس التي لم يعد يستعملها، أو التي قد استغنى عنها ويعطيها لمن يستحقها بشكل عطية وهدية وليست بشكل صدقة، حتى لا يجرح مشاعرهم.
رمضان شهر المحبة والألفة، والصفاء النفسي والقلبي، فعلمي أولادك أن تطهير القلب لازم فلا شجار ولا عراك، ولا خصام ولا قطيعة، ففيه يتزاور الأصدقاء والأهل والجيران، ويتقارب الأرحام، ويتصالح المتخاصمون. كما أنه لا غش ولا خداع، ولا كذب ولا غيبة ولا النميمة، ولا زور ولا بهتان، ولا نطق بغير الخير والمباح.. فمن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.
رمضان شهر العبادة.. اشتري لكل طفل سجادة وللبنات أضيفي الشراشف لغطاء الرأس والشعر وطيبي السجاجيد والشراشف ليصبح شكلها وريحها مغريا وجذابا للصغار، واصطحبي الصغار معك عند الوقوف للصلاة ، ومن يصلح منهم للذهاب إلى المسجد من الذكور فليذهب مع والده ومن لا يصلح فليقف بجانبك حتى يتعودوا جميعا على الصلاة ويستشعروا معاني العبادة في رمضان.
رمضان شهر القرآن.. لابد أن نذكر بهذا أنفسنا ثم نرسخه في قلوب أبنائنا وبناتنا، فرمضان شهر ابتداء الوحي ولهذا كان للقرآن فيه معنى خاص واهتمام خاص في تلاوته وتدارسه وتعلمه والعمل به و.. جهزي لكل فرد في البيت مصحفا.. للكبار مصاحف وللصغار مصاحف أو أجزاء.. ويستحسن أن تكون هناك مقرأة تجمع أهل البيت يجلس فيها الصغار والكبار ليقرأ كل منهم شيئا وإذا كانت ختمة جماعية فهذا جميل ... سلي كل منهم عن مقدار ما قرأ كل يوم وحفزيهم بالهدايا والتشجيع حتى يكثروا من قراءة القرآن ويعمروا البيت بذكر الله تعالى.
رمضان ليس شهر أكل وشرب.. وإنما هو وقت يقتطع منه للعبادة، فلا يضيعن عليك بكثرة أنواع الأطعمة والأشربة والمقبلات والمشويات والمقليات و ... فيكون رمضانك في المطبخ ـ ولست أعني ألا تهتمين بالطعام ولكن لا يكونن هو شاغلك وشاغل أهل البيت ـ بل ينبغي أن يعرف الكل أن ما فيه الكفاية كفاية لنتفرغ لما هو أعظم وهو عبادة الله تعالى. وترتيب الوقت هام جدًا فجعل وقت للطبخ وإعداد الطعام بحيث لا يطغى على وقت الذكر والصلاة والقرآن مفيد جدا ونافع وأيضا لا يطغى عليه غيره فيجوع الصائمون.
لست ممن يحببن الاجتماعات في رمضان، ولكن إن كان ولابد فأعدي برنامجًا مرتبًا بأن تحضر كل واحدة من الحاضرات معها خير ما تعلمت أو سمعت عن الصيام والتراويح والنوافل والزكاة والاعتكاف وما يتعلق برمضان.. ولا مانع من تحديد موضوع معين للبحث فيه والحديث عنه طبعا من مواضيع الذكر حتى لا ينحرف المجلس إلى مجلس نميمة وغيبة ولهو.
ولا مانع من عمل مسابقة عن طريق إعداد أسئلة فقهية أو عقدية أو معلومات تحتاجها المرأة المسلمة في دينها من طهارة وصلاة وصيام وتربية أولاد أو رعاية بيت وزوج وأسرة.
المرأة وصلاة التراويح
امتاز رمضان عن غيره بصلاة التراويح ، وبحمد الله نلحظ إقبال النساء والفتيات على صلاة التراويح في المساجد.. ولكن حتى يتم لك الأجر والثواب عليك أختي الحبيبة مراعاة تلك الأمور في نفسك وبناتك وتنصحي بها أخواتك في الله:
1- على الفتيات- والنساء أيضاً- الالتزام بالحجاب الشرعي والزي الإسلامي عند خروجهن إلى الصلاة فلا يرتدين البنطلونات ولا الفساتين الضيقة ولا القصيرة ولا ملابس مباهاة أو شهرة، بل يخصصن الجلباب الواسع والنظيف للصلاة.
2- أن تكون العباءة سميكة وغير شفافة وغير مزركشة أو ملونة ولافتة للنظر.
3- أن يكون غطاء الرأس كبيرًا وطويلا وغير شفاف، وخاليا من جميع أنواع الخرز والتطريزات الملفتة.
4-أن لا يمسسن عطرًا ولا بخورًا، وهذا للأسف منتشر في أوساط المصليات حتى إن روائحهن توجد من مسافة بعيدة .. وقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية" . وفي صحيح سنن أبي داود قال عليه الصلاة والسلام: "أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهدن معنا العشاء" قال بن نفيل عشاء الآخرة.
وهذا لا يمنع مراعاة الاهتمام بالنظافة الشخصية وتبديل الملابس كل يوم حتى لا يلتصق بها رائحة العرق وتكون الرائحة كريهة يتبرم منها الناس.
5- أن لا يكثرن الحركة والتنقل ولا يتخطين رقاب المصليات ولا يحدثن ضجة .. بل ولا يضحكن في المسجد مثلما أرى بعض الفتيات يضحكن وينقلن ويزعجن المصليات طوال الوقت ولا يتحدثن في أمور الدنيا والسوق والمواعيد بينما الإمام يتحدث أو ما بين الصلوات.
6-أن لا يحملن البيجر والجوال وقت الصلاة؛ فالموسيقي تكرهها الملائكة وتشغل الناس وتمنعهم الخشوع في الصلاة، خصوصا مع النغمات العجيبة للجوالات، وإذا كانت المعازف تحرم في البيوت العادية؛ فكيف إذا كان بيت الله؟؟؟
7-أن لا يتزاحمن على الأبواب عند الخروج كي لا يختلطن بالرجال.. بل عليهن أن يهدأن قليلا حتى يهدأ المكان وتتلاشى الفتنة ولا يتصايحن عند الخروج مع بعضهن بل يلزمن الهدوء .
8ـ بعض الأمهات يذهبن إلى الصلاة ويتركن أولادًا صغارًا في البيت لا يؤمن عليهم، فلربما فعلوا ما لا تحمد عاقبته، ونحن ننصح أخواتنا وأمهاتنا ألا يتركن أمثال هؤلاء في البيت وحدهم حتى لا تفجع الأم بعد عودتها .. ونقول لكل راغبة في الثواب إن الأصل هو صلاة المرأة في بيتها وثواب الصلاة في البيت أكبر من ثواب الصلاة في المسجد للنساء ففي صحيح ابن خزيمة أن امرأة أبي حميد الساعدي جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أحب الصلاة معك فقال قد علمت انك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل.
9ـ بعض فتياتنا هداهن الله تخرج بحجة الذهاب لصلاة التروايح في المسجد ولكن بعد ذلك تذهب ربما مع بعض رفيقاتها للسوق أو إلى غيره من أماكن السوء ومما لا يتوقعه الأبوان، فينبغي على الأم أن تراعي بناتها المراهقات وتتأكد أنهن فعلا خرجن إلى الصلاة.
وفي النهاية أقول: إن شياطين الإنس ـ بعد تصفيد شياطين الجن ـ لن يتركوك لتنعمي برمضان بل سيحاولون أن يسدوا ثغرة إخوانهم ليفسدوا علينا شهرنا بالمسلسلات والأفلام والفيديو كليب وفوازير رمضان والأغاني الهابطة والبرامج الفارغة، فانتبهي لنفسك ولبيتك ولا تجعلي الشهر يفر من بين يديك أو أن يضيع ثوابه فلا وقت في رمضان لمثل هذه الترهات ولا لتضييع الأوقات.
أسأل الله أن يجعله شهر خير وبركة علينا وعلى جميع المسلمين والمسلمات ... وكل رمضان وأنتن بخير
أخوك الذي يرجو منك الدعاء له