القرشلـــــــة
... زمان كان لدينا وجبة (اكسترا) تسمى (القرشلة)، وهي قريبة من الحلوى ولكنها تمتاز عن غيرها من الوجبات بأنها تؤكل على (3) طرق.. (غطّ، قرش، هرس).. وربما اكثر اساليب تناول (القرشلة) شيوعاً هو (الغطّ) فأنت تحتاج لكأس مليء بالشاي وبالضرورة ان يكون (بهمط) بمعنى ساخن وبعد ذلك تقوم (بغطّ) القرشلة فيه.. ثم (تلهم)..
.. ثمة مصطلحات كانت تستعمل عند (تناولها) (القرشلة) وهي (بتهرررر).. وهنا يدخل لفظ (الراء المتدحرجة) أي المشددة في الموضوع، فحين كنا نأكلها من دون (غطّها) بالشاي كان لا بد من سقوط بعض حبيبات السمسم على الارض، وهذا يؤدي الى اتساخ (الحصيرة) وبالتالي تدخل الجدّة والصراخ: (يا ولد لا تهرهر.. على الحصيرة).
الطريقة الثانية في تناول القرشلة هي (القَرش) من قَرَش يقرشُ وهذه الطريقة .. تؤدي الى احداث صوت يشبه الى حد بعيد، صوت تفريغ (الحصمة من القلاّب، لدرجة انك تشك بأن من يمارس (القَرَش) بجانبك انما يطحن حصى في فمه.
... أمّا اهم طريقة فهي الهرس، عن طريق مزجها بالشاي ثم تحويلها من الحالة الصلبة الى الحالة السائلة.
في بلادنا، كان ثمة وجبات رخيصة واتذكر اننا كنا نشتري (شوال قرشلة).. بالتحديد (ابو خط احمر).. لم يكن يتجاوز ثمنه دينارا ونصف على اقل تقدير، واتذكر ان الجميع في لحظة ما كان يهجم على هذا الشوال، ويتم طحن (القرشلة) عن بكرة ابيها.. علماً بأنها لم تكن وجبة كاملة تؤدي الى الشبع بقدر ما كانت تسد الجوع الى حد ما.
الله يرحم أيام زمان