الحمدلله الذي منً علينا بالهداية, والصلاة السلام على أحب الناس إلينا محمد بن عبدالله, وبعد:
دقة بدقة! أخي نعم دقة بدقة,وكيف لا تكون دقة بدقة, ودقتك إهتزلها الكون بأسره, وكيف لا تكون كذلك, وهي دقة طرقت ناقوس الكبائر, أجو منك أن تعيرني إنتباهك لكي نخرج متكاتفين لنصرة هذا الدين.
ياأخي قف على أطلال كل دقة من دقاتك, وقل بصوت الغريق المستنجد, ياترى أكلن لدقاتي هذه صدى طرق ستر أهلي واحبابي؟؟! وافعل ذلك مع طلل كل دقة, أخية كأني بقبلك قد تغيرت نبضاته وطرقاته لذا أبدأ معك القصة التي ذكرها ابن الجوزي في كتاب ذم الهوى:
(ان رجلا من أهل العراق وكان له ولد شاب يعمل في التجارة فيسافر إلي الشام, وذات يوم وكان الشاب في سفر ولم يكن في البيت إلا أخته ووالده العجوز, وكان يأتيهم السقا لأخذوا منه الماء, فعلم السقا بسفر لهماولما وصل الباب أمسك بالفتاة وضمها وقبلها واحتضنها ثم طرحها فصرخت الفتاة فولى هاربا فجاء العجوز يركض إلي ابنته فقصت عليه ما حدث, فقال لها: أكتبي اليوم و التاريخ و الساعة لعل أخاك فعل شيئا فعاقبنا الله بفعله, ولما عاد الشاب بعد زمن قال له والده العجوز:يابني أفعلت حراما في سفرك؟؟ فقال: لا, وكررها عليه والشاب يجيب لا ياوالدي, فقال له والده: أناشدك بالعليم الخبير البصير, أفعلت شيئا محرما في يوم كذا في الساعة كذا في تاريخ كذا, فقال الشاب: نعم ياوالدي فلقد واعدت غمرأة فضممتها وقبلتها واحتضنتها ثم طرحتها, فقال له والده حينئذ: دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا) وهذا يذكرني بقصة حدثت معي حيث استوقفني أمر لم يعجبني, فإذا بشاب مع فتاة في سيارة,فتكلمت معهما مسديا النصيحة وقدمت لهما شريط والمطوية الغسلامية, ثم قفلت راجعا و الالم يعتصر قلبي, المفاجأة التي ماكنت أحب سماعها أن هذا الشاب اتصل بي بعد مدة من الزمن فعرفني بنفسه فتذكرته, فأخبرني أنه قام بخطبة فتاة ولم يبق لزفافه إلا أيام قلائل, فقام بطباعة بطاقات الدعوة (يعني الأمر قد إنتهى) ثم قال لي: للأسف أني كشفت أن مخطوبتي هذه ماض مع شاب قبلي وقال: ياشيخ ماذا أفعل, أقول والله كاد أن يبكي على سماعة الهاتف مرددا- ماذا أفعل ماذا افعل_(فقلت في نفسي) ياس بحان الله دقة بدقة لقد كان في الأيام الماضية يعبث باعراض المسلمين فاحرق الله قلبه (إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون)...(سورة النور)
ويذكرني هذا الموقف بشاب كان يقف مع مجموعة من الشباب, قمت بتذكيرهم بالله تعالى والعرض عليه يوم القيامة فما إن إنتهيت مهممت بالإنصراف, حتى جذبني أحدهم إلي جانب الطريق وهمس في أذني قائلا ياشيخ: إنني أرغب بالزواج ولكنني خائف, فقلت له: ومن أي شي تخاف, فقال: اخاف أن أرزق بزوجة لا أعرف ماضيها, وأخشى أن يعاقبني ربي ببعض ما اقترفت يداي, ثم قال يا شيخ: لقد قيل قديما-الزاني يزنى بجداره-فقلت: سبحان الله, إنهم يحفظون الدرس جيدا.
وأنت يا أخي: يامن تنظر في مقالتي هذه, حا حان الوقت لنقوم سويا بفتح جهازك الخلوي لنتعرف على أسماء الفتيات المسلمات من أخواتك في الدين ترى كم عدد الفتيات اللاتي داخل هاتفك خمسة ستة عشرة ألا تخشى إن فتحت أيضا على سجل لشاب آخر أن يكون بين تلك الأرقام رقم برمز (س أو ص أو ع) فتكون المفاجأة أنه رقم لأختك أنت, فأقول لك, (أترضاه لأختك... أترضاه لإبنتك... لأمك...لمخطوبتك... لزوجتك...) فكذلك الناس لا يرضونه لأعراضهم, وأرجو ألا تقطع علي حديثي بقولك (انك تعرف أختك جيدا) فأقول: كذلك آباء وأشقاء صويحباتك (ممن في سجل هاتفك) يقولون مثل مقولتك هذه, فجميعهم في غفلة من هذا.
فيا أخي: إن الإسلام يحارب من كل مكان فلا تكن معول هدم يستخدمك اعداء هذا الدين لضربنا بك, فهذه الأخت التي تعرفها كم خططوا لكما لتقعا سويا في الفخاخ ( فأنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين الغسلام من قبلك) فأين أنت من قول نبينا عليه السلام (المسلم أخو المسلم) أم أين انت من قوله عليه السلام ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه).
فيا أخي: أما يكفينا ما نلقاه من اعداء ديننا وإقرأ مانشر على أحد مواقع الإنترنت ان احد الدعاة الصادقين جزاه الله خيرا لما تعرض لشاب غير مسلم فأفسد عليه (مشروع حب مع فتاة مسلمة ليوقعها في شباكه لينال منها وياخذ اغلى ما عندها) فلما أحبط الداعية خطة الشاب للإيقاع بفريسته, قال الشاب لذلك الداعية: (لا تفرح كثيرا فلقد هتكت عرض أكثر من عشرين من بنات دينكم... فتأمل).
فيا أخي الحبيب اتظن أن الله غافل عن دقاتك الماضية (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخؤهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء)...(إبراهيم).
أتظن ان الامر سيمضي هكذا عند الله من غير مسائلة ومن غير حساب كلا والله ....
وأذكر قصة لأحد التائبين أنه قال لي: يا شيخ إني زللت بفاحشة مع إمرأة وكلما تذكرت ذلك ينتفض بدني وتغشاني نوبة تعكر علي صفو أيامي, فقلت له: إني سائل سؤالا قال: تفضل قلت له: تلك المرأة الخائنة العاصية كيف هو حال زوجها, فقال, لي, زوجها رجل فاسق يبعث بأعراض المسلمين فقلت: سبحان الله دقة بدقة.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ملا يليق بمسلم
من يزني في بيت بألفي درهم في بيته يزنى بغير الدرهم
فيا أخي إنتبه لنفسك وابتعد عن الحرام حتى إذا ما أردت الزواج والارتباط يسر الله لك إمرأة طيبة لا يعرفها احد غيرك فهذه هي النعمة العظيمة, والله إني عرفت شابا قال لي: ياشيخ لقد درست في احدى الكليات فكنت أرى هذا مع هذه, وتلك مع ذاك في أجواء من الإختلاط والحب, فكان يراودني قلبي أن اتعرف على إحداهن لأعيش الذي يعيشه غيري, فكان الذي يمنعني احيانا أن لي خوات, وذلك الشي لا أحبه لأخواتي, والامر الآخر أني كنت أحيانا احدث نفسي قائلا: سأحتفظ بتلك العواطف الدفينة لفتاتي التي سأخطبها, قال: فيسر الله لي فتاة مايسرني أن أبدل ظفرها بالدنيا ومافيها .
وأذكر قصة أخرى لشاب رأيته أثناء مروري بإحدى الطرقات فإذا هو مع فتاة(أين هم إخوة الفتاة, ولئسلوا عنها لرفعها بمدحهم فوق السحاب وو... فتأمل) فنزلت من السيارة لأنكر المنكر بالكلمة الطيبة وبالموعظة الحسنة فيا سبحان الله ما أن بدأت بنصحه وتذكيره, حتى سمعت صوتا لأنفاسه, فنضرت غلي عينيه وإذا فيهما بريق ولمعان, وإذا هما تذرفان, وبعد أقل من ساعة وإذا بهاتفي يدق, وإذا بصاحبنا على الهاتف فعرفته , فقال لي: لقد عدت غلي عملي وصليت شكرا لله الذي أنقذني مما كنت فيه.
أما انت فإلي متى يسبقى قلبك قاسيا, أرفق بنفسك وكن بها رحيما, فارجع الآن الي مولاك سبحانه مهرولا,ولك أن تتذكر ذلك الموقف العظيم عندما ينادي عليك فيقال يا فلان بن فلان فتقبل على ربك للمثول بين يديه سبحانه ذليلا منكسراوقلبك يخفق من حنجرتك, فماذا ستقول له سبحانه إن قال لك ياعبدي لقد استهنت ببصري فجعلتني اهون الناظرين إلك, يا بعدي إنك ماوقرتني وما أجللتني.
فيا أخي تعال بنا سويا نعاهد الله سبحانه أولا على الصلاة, ثم على عدم العبث بأعراض المسلمين, فتعال بنا سريعا كي نردد هذه الكلمات الرائعة الطيبةفقل معي( اعاهد الله على المحافظة على الصلاة وألا اقطعها ما حييت وأعاهده سبحانه ألا أتلاعب باعراض المسلمين بعد هذه الساعة)
أخي نصحتك باستمع قولي ونصحي فمثلك قد يدل على صواب, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوك الذي يرجو منك الدعاء له