أرجو منك أختي, أن تأخذي كلامي هذا, وتغلقي على نفسك حجرتك, راجيا منك أيضا أن تستجمعي دقاتك وزلاتك الماضية لتريها بين يديك, لدا إقرئي وتمعني جيدا, ثم خذي نفسك عميقا, ثم إستديري وعودي سائرتا عكس السير الماضي........
لكل أخت طيبة تملك قلبا وعاطفة جياشة...إلي كل أخت وقعت في شباك الحب والشرع أحب إليها من كل شي...
إلي كل أخت تحب النصيحة الصادقة, مهما كانت قاسية وصعبة على النفس...إلي كل أخت فقدت عوعيها, وجعلت بينها وبين عقلها حاجزا حجب عنها رؤية الاشياء على حقيقتها, فرأت الذئب حملا وديعا, والثعبان حبلا تتسلق به غلي هاوية لتؤكل هناك وتأكل مع الدسم سما.
أبدأ معك أختاه مطمئنا قلبك بتعريف كلمة الحب
الحـــــب: هو شعور نفسي دافئ متدفق يغزو أعماق النفس مزلزلا أركانها, وهذا التدفق قد لايستطيع المرء دفعه وإبعاده وبذلك يكون غير مستطاع عليه وبالتالي سيسلك صاحبه أحد الطريقين:
إمنا أن يكون ملتزما في حبه بضوابط الشرع وإما أن يغرق في مستنقعات الحب الزائف, فالغافلة اللاهية خفيفة العقل قليلة الدين هي التي تقع ببراثين وهم الحب وزيفه, أما العاقلة المتدينة العفيفة فلا تسمح لنصاعة قلبها أن يلوث بقذارات الحب المزيف.
وإليك الأمثلة
شاب أعجب بفتاة فأحبها وهام بها حتى ملك حبها قلبه, فكلمها وخرج معها مغافلة بذلك أهلها فهذا هو الحب المزيف النتن.
وآخر لشاب شعر بما شعر به الأول, فحاول مع التي أحبها ولكنها عفت عن جيف الحب الزيف, وأصرت وأقسمت على أن يبقى قلبها عفيفا نظيفا قائلة: الشرع أحب إلي من هذه الاوهام المزيفة.
فيا أختاه كوني كالأخت الثانية, التي صدت وما إنخدعت, والأمر الذي يجب تبيانه, فلربما يمس الفتاة المسلمة طائف حب الشباب ما فماذا تفعل؟؟ الأصل بهذه الفتاه, أن تبقي تلك العواطف و المشاعر المختزنة في قلبها من غير أن تشعره بذلك فإن قدر تلك الله أن يكون لها نصيب به فلتحمد الله, وإن كانت الأخرى فالله سيختار لها الأفضل و الأحسن( وربك يخلق مايشاء و يختار ماكان لهم الخيرة).
لا تكوني مثلي
بتأملي كلماتي اختاه: لقد أضعت كل شي, أضعت ديني ودنياي عندما لهيث خلف عاطفتي المجنونة التي ماعرفت عقلا ولا دينا, فوالله إني لأخجل من البوح بتفاصيلها المخزية, ولكني أقول: كنت فتاة عادية حتى تعرفت على شاب دنيئ , عرفت بعد فوات الأوان أنه كان يغتصب الإبتسامات إغتصابا على وجهه المرتدي... كان يتفنن بطريقة واسلوب سلس سياسي...وعدني بالزواج...كان يكلمني واكلمه عبر الهاتف (الخلوي)...كنت اخرج معه بالسيارة إلي بعض المناطق فأقول له أحيانا لماذا لا تتقدم لخطبتي؟؟ فكان يتهرب بدهاء ومكر, وحسن ظني به جعل قلبي وبصري غشاوة, حتى أخذ مني الحياء الذي رأيت حطامه عند نعليه من غير إنكار مني, لأن لذة الحب الزائف كانت تزين أحلامي وأيامي وذات يوم عدت تاركة خلفي ستر عفافي بعد ما أتى على عظم عفتي فأسقطه فعدت أجر أذيال العار لنفسي ولهل بيتي, وكأن لأنفاسي دخان, بعد أن بدأت ستائر الوهم تنجلي وتنكشف عن يعني وقلبي شيئا فشيئا.
إني لا أستحق الأمانة والثقة التي منحني إياها والدي وإخواني فأنا من عائلة طيبة لا أستحق الإنتساب إليها, وذلك بسبب وهم الخطبة و الزواج.
يا أختاه:
الخطبة و الزواج سيناريو متكرر تتغنى به ذئابنا البشرية فترخي الفريسة لذلك أذنها وتفتح شراع قلبها, فتطرب فتياتها الغافلات لهذا النغم النشاز, فتسرح مترنمة بكلماته الملحنة.
وهنا لا بد من بيان أمر وهو ان الذئب البشري المحب دائما لا يظهر غلا حسناته وإبتساماته و الاشياء الجميلة التي يمثلها فينسج لنفسه ثوبا رائعا أمام المسكينة المغفلة فتنبهر بطريقة وعطفه, فإذا أخذ منها مراده كشف وكشر عن أنيابه ومخالبه.
وإليك هذه القصة التي نشرتها جريدة الجزيرة في العدد(8663) وهي قصة لأخت تروي صاحبتها قالت: رايتها بعد إنقطاع دام أكثر من عام فهالني منظرها, وحينما سالتها: ما الذي غيرك وأوصلك إلي هذا الحد من التدهور, فأجابت بصوت متدهج: أتذكرين ناصر؟؟(وهو الشاب تعرفت عليه عبر الهاتف) لقد تزوجته وليتني لم افعل!! فأصابني الذهول مما سمعت, أهذا ناصر الذي أوهمت نفسك أنه سيجعلك أسعد إنسانة و...و....؟! فإبتسمت إبتسامة ممزوجة بالالم والحسرة, وقالت: لقد كان سرابا!! لقد تحول بعد زواجنا إلي شيئ آخر!! لقد تحول إلي ضد, إنقلب إلي وحش كاسر يسمعني ألذع الكلمات, ويعيرني بحبي قبل الزواج ويذكرني بأسوأ أفعاله ولقاءاتي معه ويهددني بإخبار والدي...! ثم أسقطت من عينيها دمعتين ملتهبتين, وقالت: صدقيني لولا هذا الطفل الذي أخشى على مستقبله والذي أرى فيه كل آمالي التي لم تتحقق في والده لتركته عاجلا غير آجل.
اختنا الغالية
كتبت غليك كلماتي هذه بعد ما أدمعت عيوني تلك المكلمات الهاتفية من الأخوات الغافلات اللواتي كن بمثابة الفرائس لأولئك الاوغاد الهمج.
كتبت إليك كلماتي هذه بعد مارأيت الفريسة أرضا فهيجت بكاءها بعد النصيحة, موارية وجهها عني.
كتبت كلماتي هذه لك, نعم لك أنت نعم أنت راجيا منك أختي الغالية أن تذهبي بعد قرائتها إلي مرآتك وتحدقي فيها جيدا, تحدقي بصورة وجهك صارخة لا. لن أكون مثلها.
أختي.. نصحتك فإستمعي قولي ونصحي فمثلك قد يدل على الصواب