أشارت دراسة بريطانية أجريت مؤخراً إلى أنّ الأشخاص الذين يدمنون ألعاب الحاسوب، قد يشتركون ببعض السمات الشخصية مع المصابين بمتلازمة "اسبرجر"، أحد اضطرابات التوحد.
وأجرى الدكتور جون تشارلتون من جامعة "بولتون" البريطانية، بمشاركة إيان دانفورث، الباحث من كلية "ويتمان" فى الولايات المتحدة الأميركية، دراسة على 391 من الأشخاص الذين اعتادوا ممارسة العاب الحاسوب، وقد بلغت نسبة الذكور بينهم 89 فى المائة.
وقام الباحثان بتقييم العلاقة بين شخصية الفرد، وإدمانه على هذا النوع من الألعاب.
وطبقاً للنتائج، فقد بدا الأشخاص الذين كانوا أقرب إلى الإدمان على ألعاب الحاسوب، أكثر عرضة لإظهار سمات شخصية سلبية.
كما تبين أنه كلما تزايدت أعراض الإدمان على هذه الألعاب عند الشخص، كان أكثر إظهاراً لثلاثة من السمات المرتبطة بمتلازمة "اسبرجر" وهي، العصابية، وغياب الانبساطية والمقبولية.
وبحسب رأى مختصين، تعتبر العصابية، المقبولية والانبساطية، من الأبعاد الأساسية الهامة لدراسة الشخصية.
حيث تدل العصابية على مقدار ميل الفرد للأفكار والمشاعر السلبية، فى حين تعكس المقبولية كيفية تفاعله مع الآخرين، حيث يدل ضعف هذا الجانب على العدوانية وعدم التعاون. أما الانبساطية فقد تشير إلى تفضيل المواقف الاجتماعية والتعامل معها، وضعف هذه الناحية قد يدلل على الميل إلى الانطواء والتحفظ.
ومن وجهة نظر الباحثين، فبالرغم من أنّ هؤلاء الأشخاص اشتركوا ببعض السمات الشخصية مع المصابين بمتلازمة "اسبرجر"، إلاّ أنه لم يتم تصنيفهم كمصابين بهذا الاضطراب.
وبحسب ما أوضحوا، تدعم الدراسة الفكرة القائلة إنّ الأفراد الذين ينغمسون فى ممارسة ألعاب الحاسوب، يمكن أن يكونوا بحالتهم تلك أقرب إلى مجموعة اضطرابات التوحد، بطيفها الواسع، مقارنة مع الذين لا يبدون اهتماماً بهذا النوع من الألعاب، حيث يُعتقد أنّ هؤلاء الأشخاص يجدون أنّ "التعاطف" مع الحاسوب، أسهل بالنسبة لهم من ممارسة التعاطف "التقمص العاطفي" مع الآخرين، والذى يتطلب التعرّف إلى عواطفهم والوعى بانفعالاتهم.