قرية الخاص والنعمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قرية الخاص والنعمان

قرية الخاص والنعمان ترحب بكم
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 لعبة الاطفال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العقيد ابو شهاب

العقيد ابو شهاب


عدد الرسائل : 88
تاريخ التسجيل : 22/01/2008

لعبة الاطفال Empty
مُساهمةموضوع: لعبة الاطفال   لعبة الاطفال Emptyالخميس مارس 06, 2008 12:19 pm

أطفال فلسطين.. 'حماس وفتح' بدلا من 'يهود وعرب'
'أطلق النار.. هيا اهجم عليه واقتله.. أو خذه أسيرا وعذبه'.. كلمات استوقفتني عندما سمعتها من مجموعة أطفال لم تتجاوز أعمارهم

العشر سنوات، ليست الكلمات في حد ذاتها التي أدهشتني، فقد اعتدنا سماعها من أطفال فلسطين وهم يلعبون في الحارات والشوارع

لعبة 'يهود وعرب'، حيث يقوم الأطفال بتقسيم أنفسهم مجموعتين فتلعب إحداهما، دور اليهود المحتلين، والمجموعة الأخرى تلعب

دور المجاهدين والمقاومين الذين يدافعون عن أوطانهم، فيحمل كل منهم سلاحه البلاستيكي ليطلق النار على الآخر، فيعج ذلك المشهد

بصياح الأطفال وهتافاتهم، فتشعر وأنت تشاهدهم بأنك في ساحة حرب حقيقية.

لكن هذه المرة تغير المشهد، فعندما مررت بمجموعة الأطفال تلك، وشاهدت لعبهم وسمعت صراخهم وهتافهم وكلماتهم، أدركت أن اللعبة ليست 'يهود وعرب'، بل إنها لعبة 'فتح وحماس'.

أصبحت لعبة الأطفال المميزة الآن هي حماس وفتح، فمجموعة تلعب دور مقاتلي حماس، ومجموعة أخرى تلعب دور مقاتلي فتح،

تهاجم كل مجموعة منهم الأخرى ويطلقون النار ببنادقهم البلاستيكية، ويضربون بعضهم ويشتمون الح!!!!!! الآخر 'المعادي لهم'.

في خضم ذلك المشهد.. والأطفال منهمكون في لعبتهم، اقتربت منهم وناديت على أحدهم، الطفل بهاء ذي التسعة أعوام، وسألته ماذا

تلعبون؟ فقال لي بأنفاس متسارعة والعرق ينصب من جبينه: 'حماس وفتح'، فقلت له وأنت مع من؟ فقال لي:'أنا فتحاوي، وسنهجم

على الحمساويين ونطلق النار عليهم ونضربهم'، فقاطعه طفل آخر محمود (10 أعوام) وهو يلعب دور المقاتل الحمساوي،

وقال: 'لا نحن سنضربكم ونقتلكم كلكم'، وصار كل منهما يحاول أن يدافع عن نفسه وعن الح!!!!!! الذي يؤيده، وبدأ صراخهم يتعالى

وعادوا لساحة معركتهم مرة أخرى..

هنا وقفت مندهشة، لم أدر ماذا أقول، وماذا أفعل، فأطفال فلسطين المعروفون 'بأطفال الحجارة'، والذين تشهد لهم شوارع المدن

وحارات المخيم وقد امتلأت زقاقاتها بمجموعات الأطفال في معركة 'يهود وعرب' منذ الانتفاضة الأولى وقبلها، أصبحوا الآن ضحية

للاقتتال، وضحية للواقع الذي يعيشونه، أفكارهم ومعتقداتهم بدت مرسومة بتعابير وجوههم، توحي بمدى الآثار التي خلفتها الأحداث

التي دارت بين أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية 'فتح وحماس'.

الأمهات حائراتأطفال فلسطين من دور الفدائي إلى دور الفتحاوى والحمساوي



وامتدت هذه الظاهرة إلى ساحات المدارس، حيث يتجمع الأطفال، وينقسمون بلا تخطيط إلى مجموعتين، ويبدءون بتبادل الاتهامات

والشتائم، ويحاول كل منهم أن يبرز أخطاء الح!!!!!! 'المعادي له'، بينما يتفانى هو بالدفاع عن ح!!!!!!ه وإظهار إنجازاته وإيجابياته.

السيدة أم معاذ (أم لخمسة أطفال) تقول: 'في الفترة الأخيرة كثيرا ما نلاحظ على الأطفال التحول في طريقة لعبهم، فطفلي عبيدة (9

سنوات) مثلا عندما يعود من المدرسة يحدثني عما دار بينه وبين زملائه في الصف وفي ساحات المدرسة، يصف لي ما يدور بينهم

وكأن الذي حصل بينهم مناكفات سياسية بين قادة الفصائل بالرغم من صغرهم!!'، وتضيف: 'عندما يحدثني عبيدة بهذا أكون

مندهشة فعلا، فهو طالما كان يلعب مع أصدقائه لعبة (يهود وعرب) فقد كانت اللعبة المفضلة لهم، وكانوا يمضون الساعات في هذه

اللعبة دون كلل أو ملل، إلا أن عبيدة وأصدقاءه أصبحوا يفضلون لعبة (حماس وفتح)، أو (التنفيذية وفتح)، وتشير: 'في مثل هذه

المواقف وعندما رأيت طفلي يلعب هذه اللعبة، تحدثت معه وأخبرته أن حماس وفتح ليسوا أعداء، وأن أعداءنا هم اليهود فقط، وهم من

يجب أن نحاربهم، لا أن نحارب بعضنا البعض، لكني لا أجد أن لكلامي هذا الأثر الكبير، فالصورة التي طبعت في أذهان الأطفال

في أحداث الاقتتال، صعب أن تمحى بسرعة، خاصة أن هذه الأحداث تتصاعد عندنا في الضفة'.

أما السيدة روند مصطفى (أم لأربعة أطفال) تقول: 'عندما أدركت ما للأحداث والاقتتال من أثر على أطفالي وعلى كلامهم وألعابهم

وتعاملهم مع من حولهم، فإنني أمنعهم من متابعة أحداث الاقتتال، وأقول لهم إن ما يجري هو خلاف سوف يزول، وإن فتح وحماس

هم إخوة، لكن للأسف الواقع الذي نعيشه يؤثر أكثر على الأطفال، فإن منعتهم من متابعة الأحداث في المنزل، فإن المحيط والجو العام

في المدرسة أو في الملعب مليء بالمشاحنات بين الأطفال، الذين ينقسمون تلقائيا أثناء لعبهم، لمجموعتين (فتح وحماس)'.

عيونهم.. آلة تسجيل

الأستاذ غسان ذوقان محاضر التربية وعلم النفس في جامعة النجاح الوطنية يقول: 'مما لا شك فيه أن الأطفال يتمتعون بنظرة

تسجيلية للأحداث التي يشاهدونها أو يعايشونها، بل يمكن القول إن عيونهم هي نمط مميز من آلات التسجيل الخاصة، ومن ثم فهم

يقومون بإعادة رسم الواقع من جديد من خلال ألعابهم وبطريقتهم الخاصة، من هنا فإن غياب مشاهد المقاومة للاحتلال إلى حد بعيد،

وحلول مشاهد الاقتتال الداخلي مكانها أدى إلى استبدال الألعاب العسكرية مثل (جيش وعرب) ، وبدل الأدوار في اللعب من دور

الفدائي والملثم والمقاوم إلى دور تقليدي آخر يتمثل في تقمص شخص في فتح أو في حماس، وبالاستناد إلى أن التقليد والمماحكات هما

ميل فطري عند الأطفال يمكننا فهم سبب ظهور هذا الشكل الجديد من اللعب'.

ويضيف: 'لقد تغيرت صورة الصراع في عيون الطفل الفلسطيني من صراع بين المواطن والاحتلال، إلى صراع بين المواطن

وأخيه المواطن، لذلك بدأنا نشاهد في المدارس والحارات تلك الألعاب العنيفة بين الأطفال الذين ينقسمون إلى فريقين أحدهما يمثل

حماس والآخر يمثل فتح وما يرافقه ذلك من ألفاظ وممارسات عملية، ربما في بعض الأحيان تؤدي إلى إشكالات حقيقية بين الأطفال'.

أطفال الأمة

ويشير ذوقان إلى أن: خطورة الوضع كبيرة وكبيرة جدا، حيث إن هذا الأمر إذا لم يتدارسه التربويون والسياسيون وكل العقلاء،

فسوف يعمق الانشقاق ويزيد الشرخ اتساعا في المجتمع الفلسطيني في السنوات المقبلة لأن أطفال اليوم هم رجال الغد، وكما قيل

تربويا 'أخبرني عن أطفال أية أمة، أخبرك عن مستقبل هذه الأمة'، فأي مستقبل في انتظارنا في السنوات القادمة؟.

أما فيما يتعلق بدور الآباء والأمهات فإنه جزء من كل، حيث إن المسئولية عامة مشتركة تتحملها كافة مصادر التوجيه التربوية من

أسر ومدارس وإعلام وجهات سياسية وح!!!!!!!!!ة، ويتلخص الأمر في نشر ثقافة الأخوة والمحبة والوحدة والتركيز الواضح على أن

الخلاف في الرأي ظاهرة طبيعية، وليس بالضرورة أبدا أن أي شخص أو إنسان ليس معي هو ضدي.

ويضيف أن: 'ثقافة الاستيعاب لبعضنا البعض هي الثقافة المطلوبة في البيوت وفي المناهج التعليمية والخطابات السياسية

والإعلامية، فالأمر يتطلب إعادة النظر في الخطاب الإعلامي الفلسطيني عند كافة الأطراف، حيث يجب التركيز على نقاط الالتقاء

والتوحد، بدل الإشارة إلى نقاط الخلاف والشقاق، ولعل وزارة التربية والتعليم تتحمل العبء الأكبر شأنها في ذلك شأن المؤسسات

الإعلامية والتربوية الأخرى'.ويؤكد ذوقان: 'لكي تبقى الصورة نقية أو نعيدها إلى نقائها عند أطفالنا تجاه مختلف الفصائل

الفلسطينية، لا بد من أن تعيد كل من حماس وفتح النظر في وضعهما، من حيث إعادة صورة الحركات المقاومة للاحتلال مما يعيد

للنموذج صورته الناصعة'.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لعبة الاطفال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قرية الخاص والنعمان :: القسم العام ::  المنتدى العام-
انتقل الى: