ان الله حرمنا من نعمة البصر ولكنه عوضنا عنه ببصيرة قد لا يجدها بعض الأفراد عندهم وهم يتمنون ان تتوفر لهم بصيرة وذكاء لدرجة معينة، ومن يظن ان الكفيف انسان غير طبيعي
لا يستطيع القيام بواجباته اليومية فهو مخطىء.المكفوفون هم من فقدوا بصرهم لأسباب عديدة قد يعود بعضها الى الولادة، اولأسباب وراثية او الفقدان بشكل تدريجي او نتيجة حوادث طرق حرمتهم هذه النعمة.
لكن ما نشعر به اليوم ان المجتمع العربي بحاجة لتوعية لأن الكثيرين منهم يجهلون كيفية التعامل مع فئة المكفوفين إن كان ذلك بالعلاقات الاجتماعية او بالكلام الجارح، واحيانا حتى بتقديم المساعدة وهذا يعود لعدة اسباب ابرزها تقصير وسائل الإعلام العربية التي لا تعطي التوعية والمعلومات عن فئة المكفوفين ونشاطاتهم وكيفية التعامل معهم، فالإنسان الكفيف هو انسان طبيعي مثل اي انسان يقوم بواجباته كأي انسان مبصر. نعم، انني اعتب كثيرا على وسائل الاعلام التي تفرد مساحات واسعةلأخبار المغنين والراقصات والصور الخليعة للممثلات، ولا تقوم ابدا بالاهتمام بفئةالمكفوفين واعطاء الصورة الصحيحة عنهم، وهذا الأمر يساهم في عدم تفهم ابناء المجتمع لفئة المكفوفين، فهنالك العديد من الناس الذين اذا رأوا مكفوفا يمشي في الشارع فمنهم من يسمعه الكلام الجارح ومنهم من يسمعه العبارات التي تدل على الشفقة والرحمة، فهؤلاء بجهلهم لا يعرفون كيف يتصرفون معه لأنهم يعتبرونه غير طبيعي.
اما بالنسبة لقضية الزواج والارتباط لدى فئة المكفوفين، فإنهم يجدون عقبة كبيرة وذلك ايضا يعود لجهل بين افراد المجتمع الذين يرفضون تزويج بناتهم لإنسان مكفوفف الى هؤلاء اقول ان الانسان الضرير بإمكانه ان يقوم بواجبات الحياة الزوجية ويدبراموره مثل اي انسان مبصر، وهذا يعود للقدرات التي منحنا اياها الله تعالى عوضا عن البصر، وما يؤلم في جل الأحيان ان تكون فتاة موافقة على الارتباط برجل كفيف ولكناهلها يقفون حجر عثرة امام هذا الارتباط، ويدعون ان ابنتهم فتاة جميلة ولا ينقصها شيء وبإمكانها الارتباط بإنسان كامل كما يقولون !
وهذا الأمر يعطي الضوء الأخضر للمجتمع كي يسلكوا طريق امثالهم ويستمدون وجهة نظر مشابهة، لكنهم ينسون جمال الروح والأخلاق والدين الذي يتمتع به هذاالكفيف.
* هل سألت نفسك يوما لو كنت انت في ذاك المكان وحرمك الله من نعمة البصر، او حرم اخاك او احدا من اقربائك؟ هل ستتصرف بنفس الأسلوب ؟! بالطبع لا ، لأن معظم الناس لا يتوقعون بأن الله بإمكانه ان يحرمهم من نعمة البصر في اي لحظة!ومن المؤسف ان نرى نظرة المجتمعات غير العربية الى الانسان الكفيف تختلف عننظرة المجتمعات العربية لا بل وتكون اكثر ايجابية وذلك للوعي الكامل ومعرفة ما يدورفي عالم المكفوفين ... وللعلم اقول : ان الانسان الكفيف اليوم لديه الوسائل التي توصله الى اعلى درجات العلم، فهنالك من المكفوفين من انهوا درجة الماجستير في مواضيع عديدة، لكن فرص العمل تكاد تكون معدومة بسبب الحرمان من البصر. وأود أن أنوه لمن لا يعلم، أن الثورة التكنولوجية التي هزت العالم لم تطل فقط المبصرين، فهي ماتزال تطول ايضا المكفوفين وضعفاء البصر، فنحن نستخدم حواسيب عادية تعمل على برامج مطورة تساعدنا في الوصول الى الهدف المطلوب، وان لم يكن كاملا.
وكما ان التكنولوجيا هزت ايضا بمضمونها وجوهرها، وخلفت وراءها اجهزة اخرى تساعدالمكفوفين على القراءة بواسطة طريقة ( برايل) المعروفة مما يسهل علينا الوصول الىالهدف الذي نريده، كما بإمكاننا الدخول الى الانترنت والاستفادة من مواقعه المختلفةكأي انسان مبصر، وهذا الأمر يدحض وينفي ايمان الأفراد بأن الكفيف غير قادر وغيرمؤهل للتكنولوجيا العصرية.